اقام قسم البستنة وهندسة الحدائق في كلية الزراعة بجامعة ديالى ورشة عمل بعنوان
(تصحر الاراضي الزراعية الأسباب والمعالجات) .
تضمنت الورشة التي حاضر فيها المدرس المساعد وسام حبيب عبدالله ، شرح مفصل عن مفهوم التصحر والذي هو تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية ويؤثر التصحر تأثيراً مفجعاً على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 400 مليار دولار سنوياً في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها . وتطرقت الورشة عن اشكال التصحر حيث تختلف حالات التصحر ودرجة خطورته من منطقة لأخرى تبعا لاختلاف نوعية العلاقة بين البيئة الطبيعية من ناحية وبين الإنسان, وهناك أربع درجات أو فئات لحالات التصحر حسب تصنيف الأمم المتحدة للتصحر منها :-
تصحر خفيف :-وهو حدوث تلف أو تدمير طفيف جدًا في الغطاء النباتي والتربة ولا يؤثر على القدرة البيولوجية للبيئة ،
وتصحر معتدل :- وهو تلف بدرجة متوسطة للغطاء النباتي وتكوين كثبان رملية صغيرة أو أخاديد صغيرة في التربة وكذلك تملح التربة مما يقلل الإنتاج بنسبة 10-15 % ،
و تصحر شديد :- وهو انتشار الحشائش والشجيرات غير المرغوبة في المرعى على حساب الأنواع المرغوبة والمستحبة وكذلك بزيادة نشاط التعرية مما يؤثر على الغطاء النباتي وتقلل من الإنتاج بنسبة 50% ،
وتصحر شديد جداً:- وهو عبارة عن عملية تكون كميات كبيرة من الكثبان الرملية العارية والنشطة، بالإضافة إلى تكون الكثير من الأخاديد والأودية، وتعرض التربة للتملح الضار بها، ويعتبر هذا التصحر من أخطر الحالات، لما له من تأثير كبير وسلبي على القدرة البيولوجية للبيئة.
كما ان هنالك علاقة بين التصحر في العراق وشحة الموارد المائية فيه حيث قلة الاراضي المستثمرة في الزراعة في معظم مناطق العراق بسبب تراجع الموارد المائية ومن اهم عوامل نشوء التصحر في العراق:
ان 90% من مساحة العراق تقع ضمن منطقة المناخ الجاف وشبه الجاف حيث يقع المناخ الصحراوي الحار والجاف في حدود منطقة السهل الرسوبي والهضبة الصحراوية الغربية، ويمثل هذا المناخ حوالي 70% من مساحة العراق الكلية.
وارتفاع درجات الحرارة في الصيف التي تصل احيانا الى أكثر من 50 درجة مئوية (كما شهد هذا الصيف ذلك) مع ارتفاع نسبة التبخر وكذلك ارتفاع عدد الايام المشمسة والتي يصل معدلها السنوي الى 260 يوما ،
وهبوط نسبة تساقط الامطار، وتفاوت كمياتها بين 5 – 15 سم، متأثرة بنسبة التبخر العالية اذ تقل في اغلب مناطق العراق، ولا يتجاوز معدل الامطار في الجنوب 40 يوما وفي الشمال 70 يوما مع قلة الرطوبة التي تعتبر مهمة جدا في الدورة البيولوجية للتربة ونمو الاعشاب.
ومن الاجراءات الواجب اتخاذها لمكافحة التصحر في العراق :-
الحوار والدبلوماسية مع الجانب الايراني والتركي والسوري لضمان حصة العراق المائية وفقا للمواثيق الدولية الخاصة بالدول المتشاطئة، والاستعانة بهيئة الامم المتحدة لضمان حقوق الشعب العراقي في المياه ،وزراعة الاحزمة الخضراء حول المدن كمصدات للرياح الغربية السائدة في العراق الى جانب زراعة الاشجار داخل المدن المحايدة للصحراء الغربية
، و منع قطع الاشجار والشجيرات بموجب تشريع قانوني.