يختص علم تغذية النبات plant nutrition بدراسة كافة العمليات التي لها علاقة بكيفية حصول النبات على احتياجاته من العناصر الغذائية المختلفة وكيفية امتصاصها وتتبع دخولها من بيئة النبات (محلول التربة والجو) الى داخل السايتوبلازم والفجوة العصارية في الخلية النباتية ودراسة الآراء والفرضيات والنظريات المتعلقة بامتصاصها والعوامل التي تؤثر على جاهزيتها في التربة وامتصاصها بواسطة جذور النبات وتشخيص أعراض نقصها وسميتها وكيفية علاجها وكذلك دراسة العناصر الأثرية trace element أو النادرة كما يهتم هذا العلم بدراسة الوظائف الفسلجية المختلفة للعناصر الغذائية وتوضيح دورها في حياة النبات.
يهدف علم تغذية النبات الى دراسة وتحسين طرق صناعة الأسمدة ودراسة اقتصاديات استعمالها وطريقة خزنها وموعد وكيفية اضافتها لذا فان العلاقة بين علم تغذية النبات والعلوم الأخرى كعلوم التربة والكيمياء الحيوية وفسلجة النبات هي علاقة وطيدة وارتباط وثيق. تعد أهمية تغذية النبات فريدة من نوعها لأنها ضرورية في ديمومة الحياة على سطح الأرض لذا فان هذا العلم مهم لحياة الانسان لأن كل الأشياء مكونة من ذرات العناصر الغذائية والتي مصدرها من المعادن والصخور والمحيطات والهواء الجوي, فالصخور والمعادن بعد تجويتها تتحول الى تربة أما المحيطات والبحار فتتكون منها البحيرات والأنهار والجداول وبالتالي تتحول هذه العناصر الغذائية الى نباتات كبيرة وصغيرة كالرز وأشجار الخشب الأحمر العملاقة التي قد يصل ارتفاعها الى أكثر من 100 متر وبعدها فان الانسان والحيوان سيتغذيان على هذه النباتات.
تعد النباتات الخضراء على اليابسة والطحالب والنباتات في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار هي أهم الكائنات في عالمنا الحي لقيامها بعملية التمثيل الضوئي اذ تحول الطاقة الشمسية الى طاقة كيميائية تستغلها هذه الكائنات لتأدية وظائفها الحيوية المختلفة, يكون الماء حوالي 85% من وزن النبات و15% يتكون من المادة الجافة التي تتألف من السليلوز والهيميسيليلوز واللكنين والبكتين والسايتوبلازم الذي يتكون أصلاً من البروتينات والأحماض النووية والدهون والانزيمات والفيتامينات, ان المادة الجافة للنبات تتكون من قسمين هما: الجزء المعدني والجزء العضوي.
تقسيم العناصر الغذائية:
تقسم العناصر الغذائية الى ما يأتي:
العناصر الغذائية الكبرى macronutrients
وهي العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات بكميات كبيرة ويقدر محتوى مادة النبات الجافة منها بحدود 0.1–6% أي بحدود 1 الى 60 ملغم/غم وتشمل عناصر الكاربون والهيدروجين والأوكسجين والنتروجين والفسور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والكبريت.
العناصر الغذائية الصغرى micronutrients
وهي العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات بكميات قليلة ويقدر تركيزها في مادة النبات الجافة من 1– 200 جزء في المليون وتشمل عناصر الحديد والمنغنيز والزنك والنحاس والبورون والموليبدينوم والكلوريد والنيكل.
ومما تجدر الاشارة اليه أن هنالك عناصر أخرى تسمى بالعناصر المفيدة beneficial elements وهي العناصر التي تكون مفيدة لنبات معين ولكن ليس بالضرورة أن تكون مفيدة لنبات آخر مثل الكوبلت فهو عنصر مفيد للنباتات البقولية لتكوين فيتامين B12 لتكوين العقد البكتيرية على جذور النباتات البقولية وكذلك السليكون له تأثير مفيد لنبات الرز الا انه لم تثبت فائدته للنجيليات الأخرى والصوديوم له تأثير نافع لنبات البنجر السكري لأنه يزيد نسبة السكر لهذا النبات.
وهنالك مجموعة أخرى من العناصر تسمى بالعناصر النادرة مثل الكروم والفلور والبروم واليود والألمنيوم والنيكل والفناديوم والسيلينيوم والليثيوم والزرنيخ والباريوم والكادميوم والسترونيوم والزئبق والرصاص والتيتانيوم وهذه العناصر قد يكون لها تأثير مفيد لبعض أنواع النباتات اذا وجدت بتراكيز منخفضة في التربة أو في النبات أو في الهواء الجوي ولكن الصفة السائدة لهذه العناصر هو التأثير السمي حتى لو وجدت بتراكيز منخفضة في النبات وهي سامة أيضاً للحيوانات والانسان اذا تغذى على هذه النباتات.